انت تحب الناس وتبذل من وقتك وجهدك لارضائهم ... أفهمك إذ ليس الامر لديك محاولة كسب لمودتهم ونيل شعبية بينهم , وليس الامر امر خوف من بطشهم وتمني رضاهم او الشعور بعدم امكانية العيش من دونهم، غير
أن المسألة مسألة محاسبة لكل خطوة تخطيها من الخطوات او حتى ناتج حساب الذات او ربما مسايرة ومداراة , مداراة دون نفاق دون رياء ... ليست تمايلا مع اتجاه الرياح , وكذلك ليست تنازلا عن المبادئ
والشرائع ...انها خصلة حب الاخر من اجل الحب ليس الا ومن اجل الوئام وكمال الانسجام وتمام الالتحام بين اعضاء الجسد الواحد .... دونما مواقع مبتورة او عروق جافة او خلايا مهجوره إذ هكذا هو الاسلام .
تملك طاقة الحب, طاقة العطاء, تريد بث الخير وتعلن للفضيلة الولاء تحرص على رضا الله وفي ذات الوقت تبغي رضا الغير .... تريث ...تمهل ...وفكر ..مراراً فالامر ليس بهذه البساطة بل هو درب وعر فيه مشقة
وعناء.
ارضاء الناس غاية لا تُدرك ..ليست تلك المقولة باختراع من اختراعاتي ولم تكن يوما مبدءا من مبادئي ولا نهج حياتي بل عكفت على ارضاء الناس وعلى التمتع باضفاء لون من السعادة او الرضى على محياهم او رسم
ابتسامة مهما كانت صغيرة على وجوههم وحتى انني ذبت وكدت ان اتلاشى من اجلهم وكل ذلك اردت ان ارفقه بارضاء الله طمحت لارضاء الخالق وارضاء المخلوق في ذات الوقت ,,, فماذا كانت النتيجة واين اقف الان
؟!!!
كم هو سهل درب الايمان والتقرب من الخالق...! كيف لا وهو يعدك بالاجر والثواب ولو على عمل لا يزن سوى مثقال ذرة؟ فكلما اقتربت منه شعرت بالامان بالسمو بالروحانية وأما إذا سهوت أو أخطأت لا تجابه صعوبة
بالرجوع الى الدرب فالله يقبلك تائبا في أي وقت.... تدعوه فيجيب... في جوف الليل يسمعك... في وضح النهار يسمعك.. في محنتك يسمعك ..في فقرك وكذلك في غناك ... يجزل لك العطاء والمثوبة ولا يضيع لك اجرا
ولا ينسى لك احسانا بل يحفظ لك كل ما تفعل ولا يضيع لك تعبا .
أما الناس فبلا شك اصناف ولكن ...كيف هم أناس هذه الايام؟ كلنا مستاءون متذمرون وكلنا من هؤلاء الناس ولا يضع أي منا نفسه في موضعها ولا يصنفها حق تصنيفها... فقد افتقدنا للميزان غيرنا وبدّلنا بوحدة القياس ...
سادت في ايامنا علاقة المصلحة ولو تستر اصحابها احيانا بالفضيلة او بالدين او بالوطنية ...لو فكر كل مناّ مليا لوجد معظم علاقات اليوم قائمة على المصلحة ولهذا نجدها علاقات سطحية مهزوزة تنهدم لدى اول عاصفة
تعصف بها فكم من صداقات هدمت وكم من علاقات فشلت وعلى رؤوس أصحابها رُدِّمت لانها قامت على اسس واهية ولانها قامت بين انسان وانسان من اجل منفعة زمنية ومن طبيعة الانسان ان ينسى الاحسان ومن طبيعته
ان يسيء الظن وان يتذكر الاساءة..أن ينكر الجميل ويستصعب التسامح والغفران ...من طبع الانسان ان يكابر وان لا يقوى على قول كلمة
"انا "اخطات , من طبعه الاّ يجرؤ على طلب المسامحة على الاعتراف بالذنب.. وخير من يعلم خصالنا وطباعنا هو من بث الروح في اجسادنا ولهذا فقد وجهنا الاسلام وعلمنا اداب العلاقات : اداب الصداقة والاخوة
والجيرة الخالصة لوجه الله , فكما ان علاقة العبد بالمعبود دون واسطة من البشر هي الاسمى والابقى فعلاقة البشر بالبشر لا بد لها من واسطة ربانية كي تدوم وترقى.. فما احلاها من علاقة وما اسماها حين يكون الواسطة
لها هو الله جل علاه... الحب في الله هو الحب الحقيقي لان علاقتنا مع الله يجب ان تتجلى في كل ما نفعل وفي كل ما نشعر فاحرص اخي واحرصي اختى على ان تكون حياتكم كلها خالصة لله صاحبوا الناس في الله
جاوروهم في الله سامحوهم في الله واحبوهم..... ولكن .....فقط في ال_
___________